النباتات المزروعة خلال الفترة المسيحية في السودان: قراءات علي بعض أدلة البقايا النباتية الكبيرة من المواقع الآثارية والكتابات التاريخية
الملخص
تهدف هذه الورقة لعرض دراسات البقايا النباتية الكبيرة التي تم العثور عليها في بعض المواقع المسيحية في ثلاثة مناطق ومقارنة نتائجها بما تم ذكره في ادب الرحالة والجغرافيون العرب. توصلت الدراسة الي ان في المنطقة الأولى والتي تقع اغلب مواقعها في نطاق إقليم مملكة نوباتيا يشكل القمح والشعير والبلح والذرة والدخن والعنب والبليلة واللويبا والبازلاء والتين أكثر أنواع النباتات المزروعة التي دخلت في الغذاء هذه بالإضافة الي القطن وبعض النباتات البرية مع غياب لبعض النباتات المزروعة الأخرى التي ظهرت في إقليم مملكة المقرة مثل الفاصوليا والكبكبية والعصفر والعدس. اما المنطقة الثانية والتي تمثل مواقعها أجزاء من نطاق مملكة المقرة نلاحظ ان اغلب النباتات المزروعة شملت كل من الشعير والقمح والبلح و الذرة والدخن واللوبيا والبازلاء والفاصوليا والكبكبيه والعدس والعصفر والقطن والعنب والتين بالإضافة الي النباتات الأخرى البرية مثل الدوم والخروع وأنواع من الاكاسيا والنجليات والاعشاب، مع غياب كل من البازلاء والبليلة التي ظهرت في إقليم نوباتيا شمالا. اما النباتات المزروعة في المنطقة الثالثة والتي تقع داخل نطاق مملكة علوة فنلاحظ ان النباتات المزروعة شملت أيضا الذرة والدخن والشعير والعنب والبلح والتين والقطن بالإضافة الي بعض الأشجار البرية مثل الدوم والنبق والحنبك ومجموعة من الاكاسيا مثل السنط والنبق بالإضافة الي مجموعة كبيرة من الأعشاب والحشائش والنجليات البرية مع غياب للأدلة بعض النباتات المزروعة التي تم العثور عليها شمالا مثل القمح والبليلة واللويبا والبازلاء والفاصوليا والكبكبية والعصفر والعدس. وكذلك توصلت الدراسة الي ان البقايا النباتية الكبيرة تقدم أدلة واضحة ومؤكدة علي وجود بقايا أنواع نباتات مزروعة او برية يمكن أن تقدم صورة حول الاقتصاد والزراعة والبيئة وكذلك توفر المصادر الكتابية التاريخية مثل ادب الرحالة والجغرافيون العرب بينة نصية يمكن الاستفادة منها ومقارنتها بما تم العثور عليه في المواقع ليشكلا صورة متكاملة للنباتات المستخدمة سواء كان في الغذاء او غيره خلال الفترة المسيحية في السودان.
