الجمعيات السياسية السودانية ودورها في الحركة الوطنية
Abstract
تناولت الدراسة الجمعيات السياسية ودورها في الحركة الوطنية الذي ساهم في بناء الحس الوطني حيث تبلورت وتجلت في تلك الفترة الحركة الوطنية نتاجاً لظهور بوادر نهضة أدبية واعية شقت طريقها إلى المجتمع السوداني واعتلى أصحابها منابر الصحافة والأندية والمجتمعات التي أعلنوا فيها من آرائهم القيمة وأنتجوا فيها آثار فنية جديرة بالذكر والإعجاب. تهدف الدراسة إلى معرفة دور الجمعيات السياسية في الحراك الوطني حيث كانت هذه الجمعيات سرية وتهدف إلى نشر الوعي القومي بالإضافة إلى دعوتها إلى وحدة وادي النيل وكذلك كانت رمزاً للوعي وتبلور مفهومي القومية والوطنية، كما أن أحداث ثورة 1924م قد مثلت انعطافا مهما في مسار حركة النضال الوطني في السودان ولكن بالرغم من أنها لم تأتِ بأن ينال السودان الاستقلال إلا أنها هزت القبضة الاستعمارية هزاً عنيفاً وكانت بداية طريق الحرية في السودان. المنهج المتبع في هذا البحث هو المنهج التاريخي والوصفي التحليلي معتمداً على جمع المعلومات والحقائق من مصادرها الأصلية ثم نقدها ومقارنتها وتحليلها وتوظيفها في مسار البحث. خُلصت الدراسة إلى نتائج كان أهمها: أن التفكير في أندية الخريجين منذ العام 1918م وأن هذه الأندية لعبت دوراً بارزاً في الحركة الوطنية، تأثر المثقفون السودانيون بالحركة الوطنية في مصر مما نتج عن قيام جمعيات سرية، تعتبر جمعية الاتحاد السوداني منذ ميلادها تنظيماً سياسياً يعتمد على طريقة العمل السري وكانت تدعو إلى التعاون مع مصر بل والوحدة معها وهو توجه كانت الإدارة البريطانية تقف ضده، كانت جمعية اللواء الأبيض تطوراً طبيعياً لجمعية الاتحاد السوداني، قاد إليه تطور أساليب النضال الوطني وفقاً لمتطلبات المرحلة وما تقتضيه من اتساع رقعتها التنظيمية لتستقطب المؤسسة الأكثر حداثة في المجتمع آنذاك، فشلت ثورة 1924م في إخراج الانجليز وفي توحيد وادي النيل إلا أنها كانت ذات فائدة عظمى لتاريخ النضال السوداني فيما بعد.