العامل عند النحويين أنواعه والمآخذ عليه- دراسة وصفية تحليلية

  • عماد الدين محمد أحمد شوشه جامعة وادي النيل
Keywords: العامل النحوي, العلل الاعرابية, تفسير العلامات الاعرابية

Abstract

يتناول هذا البحث قضية شغلت بال النحويين القدامى والمحدثين، وهي قضية العامل، إذ كانت محل نظر بينهم وخلاف، فمن النحاة من أثبتها ورأى أنها قرينة تهدي إلى الحركة المطلوبة كـابن جني، وهناك من أنكرها ورفضها كـابن مضاء القرطبي. اتضح للباحث أن فكرة العامل نشأت نشأة يسيرة في النحو العربي، وأنها قديمة قدم النحو، وأن الدافع لها هو العلل الإعرابية، وتوضيح معنى الكلام، وأنها نبتت ونمت في بيئة عربية حتى استوت على سوقها، فقد نشأت لخدمة القرآن الكريم ضبطاً وفهماً، ومن هنا تكمن أهميتها كما أنها تنهض بعبء مهم في تيسير تعليم اللغة العربية، وضبط علامة الإعراب فيها، وذلك لأن العامل قرينة تهدي المتكلم إلى العلامة الإعرابية المطلوبة والضبط الصحيح. أجمع النحاةُ العرب على أن العوامل نوعان: لفظية ومعنوية، إلا أنهم اختلفوا في حقيقته. عمل البصريون على تقديم عمل العامل والقياس المنطقي على منطق اللغة ونظامها مهما كلفهم ذلك من تأويلات وتخريجات قد تكون قريبة المأخذ حيناً وبعيدة المأخذ حيناً آخر، ومهما تطلب الأمر من تأويل وتقدير، وحذف لفصيح اللغة وطرحه أحياناً، والحكم عليه بالشذوذ إذا لم يقبل التأويل والتخريج، بينما ذهب الكوفيون مذهبا فيه الكثير من احترام النصوص العربية دون الحاجة إلي تأويل أو تخريج، فهم في نظرتهم للعامل يأخذون الواقع اللغوي أساساً لبناء القاعدة كما أن آراءهم وعللهم قدتكون مقبولة أحياناً عِدة، وما ذاك إلا لاحترامهم المعنى المقصود في الكلام. أُخِذَ على العامل النحوي بعض المآخذ منها تأثره بالمنطق اليوناني، ولا سيما عند نحاة القرنين الثالث والرابع، الذين فيما يبدو قد تأثروا به نوعاً ما كما عند المبرد، الذي كان تأثره به طفيفاً، ومهما يكن فقد بدأت نظرية العامل يسيرة صافية على يد البصريين، إذ كان الغرض منها حفظ القرآن الكريم من اللحن وتفسير العلامات الإعرابية، كما أنه من العدل والإنصاف التأكيد على أن علماءنا الأجلاء الأوائل قد بذلوا جهودا جبارة في خدمة لغتنا العربية واستنباط قواعدها، يدفعهم إلي ذلك حرصهم على صيانة القرآن الكريم من اللحن والتحريف.

Published
2020-06-10