شخصية الإمام إبن عبد البر الأصولية واختياراته في تطبيق دلالة الألفاظ

Abstract

تهدف هذه الدراسة لوضع صورة مناسبة لشخصية الإمام ابن عبد البر من ناحية أصولية، تلفت نظر الباحثين والطلاب في مادة أصول الفقه، إلى أنه بجانب ما عرف به من حفّاظ الحديث وفقهاء المذهب المالكي، أنه أصولي له مدرسته في اختياراته الأصولية وبناء الفروع الفقهية عليها. ولكي يظهر ذلك كان لابد لنا أن نتبع في هذا البحث المنهج الاستقصائى بعد أن نفرد فصلاً يتحدث عن حياته ونشأته، وكذلك مراحله العلمية ومؤلفاته العامة، ثم فصلاً آخر نأخذ جانباً من صياغته لبعض القواعد والألفاظ ونماذجاً من اختياراته في تطبيق الفروع الفقهية عليها. وقد توصلت في خاتمة البحث الي بعض النتائج من أهمها أن الإمام أبو عمر بن عبد البر تجتمع عنده فنون شتى من فنون الشريعة، وآلاتها من العلوم الأخرى فهو بحر يطول ساحله في علم الحديث وهذا ما يشهد به جهابذة العلم وأئمة المسلمين في عصور متعاقبة وأنه عالم أصولي ويبدو ذلك واضحاً حين الغوص في آراء العلماء ومذاهب الفقهاء حول أبواب الأصول وخاصة حين تطبيق الفروع على قواعدها، كما له مذهب في استخدام القاعدة وصياغتها أحياناً يختلف عن عبارات الأصوليين الواضحة في مؤلفاتهم مما يستدعي الباحث أن يمعن النظر في العثور على القاعدة الأصولية. كما خلصت الي بعض التوصيات والتي تمثلت في ضرورة متابعة البحث في كتب الإمام ابن عبد البر لا من حيث قواعد الأصول فحسب بل من حيث قواعد الفقه الكلية وفرعياتها، وغير ذلك من الكنوز العلمية الأخرى. كما أوصيت بالاعتناء من دور البحث العلمي من مؤسسات جامعية ومراكز بحثية بالتراث العظيم في مثل مصنفات هذا الإمام وغيره.